25‏/12‏/2011

تجربة المتحمسين لتحويل المراهقين إلى علماء

هل يكمن حل أزمة المهارات التقنية التي تلوح في الأفق في الولايات المتحدة بالسماح للأولاد في الخامسة عشرة من العمر باللعب بقاطعات الليزر الموجهة بالكمبيوتر؟
بالنسبة لمجموعة متزايدة من المتحمسين، مثل مارك هاتش، الذي يوافق بشدة على وضع مشاعل اللحام في أيدي المراهقين، وكذلك أدوات البرمجة البسيطة للكمبيوتر أمام الأطفال قبل مرحلة المراهقة، فإن هذه أفضل طريقة لعكس مسار الاهتمام المتراجع في العلوم والتقنية بين الأطفال في أمريكا.
إن سلسلة تيكشوب، السلسلة الصغيرة من ورش العمل للهواة التي يديرها هاتش بصفته رئيسها التنفيذي، جزء مما اصطلح على تسميته ''حركة الصناع'' - مجموعة فضفاضة من الهواة والمصلّحين المبتدئين المصممين على تبسيط أحدث تقنيات التصنيع والتقنية الرقمية لجعلها مفهومة للجميع.
يقول هاتش: إن الأسعار المنخفضة جدا للمعدات المصنعة في الصين تغذي هذه الحركة. وإلى جانب أساليب البرمجة الحديثة، وواجهات الكمبيوتر الأكثر بساطة التي يمكن التحكم بها بواسطة الكمبيوتر، فقد جعل هذا الأمر ''أدوات الثورة الصناعية متاحة للجميع''. ويضيف قائلا: ''نحن في بداية تغير اجتماعي كبير''.
بغض النظر عما إذا كانت هذه الحركة الشعبية لها تأثير أم لا، هناك اتفاق على الحاجة إلى تغيير عميق للتصورات لمنع النقص المتزايد في الطلاب الأمريكيين الذين لديهم خلفية في التخصصات ''الجذعية''- العلوم والتقنية، والهندسة، والرياضيات.
يقول بول أوتيليني، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل: ''ليست هناك قدوة، باستثناء مسلسل CSI مسلسل تلفزيوني عن تحقيقات الجرائم. وليست هناك برامج عن العلماء. واطلب من أي طفل في الصف الثامن أن يعطيك اسم عالم، ولن يتمكن من ذلك، ولكنه يعرف من هو هداف الدوري لهذا العام''. من المرجح أن يظهر حجم المشكلة بحلول نهاية العقد. وخلال السنوات العشر حتى عام 2020، ستشهد الجامعات الأمريكية تخرج 9.3 مليون طالب في التخصصات الجذعية، وفقا لتحليل شركة ماكينزي للبيانات الحكومية. وهذا أقل من الخريجين في العلوم الاجتماعية البالغ عددهم 10.6 مليون، وخريجي الأعمال البالغ عددهم 11.5 مليون. إلا أن الطلب يفوق العرض، حيث تخوض شركات وادي السيليكون حربا شرسة على المواهب.
يمكن التعامل مع هذه الندرة على المدى القصير. ويمكن إبطاء معدل الاستنزاف العالي في الجامعات الأمريكية بتطبيق بعض البرامج الجديدة، مثل البرنامج الذي يجلب المزيد من عروض التدريب في الشركات وبرامج التوجيه، كما يقول أوتيليني، الذي هو عضو في مجلس الوظائف والتنافسية لباراك أوباما. وأدى استيراد المواهب من خلال تأشيرات H1B الممنوحة للمتخصصين الفنيين أيضا إلى تخفيف الضغوط.
مع ذلك، لا تزال المشكلة قائمة على المدى الطويل. وعلى الرغم من أن اكتساب مهارات العلوم والهندسة هو السبيل الأكيد للحصول على وظيفة، إلا أن انعدام الاهتمام الذي يظهره الأطفال في الولايات المتحدة لا يزال الاتجاه المعاكس لما يشهده العالم الناشئ، حيث يعتبر السبيل المباشر للخروج من الفقر، كما يقول أوتيليني.
لكن بالنسبة للمتفائلين، فقد بدأ التغيير العميق في التصورات والذي قد يؤدي إلى جيل جديد من القيادة الصناعية والتقنية في الولايات المتحدة. ويقول جون سيلي براون، وهو باحث ومؤلف تقني: ''بدأنا نشهد كتلة حرجة من الأطفال الذين يعتقدون أن من الرائع بناء شيء ما''.


ريتشارد ووترز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق